المدرب بينتيز .. انتحار الكاريزما ورجل صنعه الحظ !
المدرب بينتيز .. انتحار الكاريزما ورجل صنعه الحظ !
الكاريزما .. قدرة الشخص على إقناع الآخرين والتأثير المباشر فيهم وجذبهم، مهارة اتصال لا يمتلكها الكثير .
الكلمة ذات الأصل الاغريقي والتي تعني “منحة الآلهة” تعني ضمنًا أنها لم توهب إلا لعدد محدود من الأشخاص الذين إذا ما أحسنوا استغلالها يصلون عادة إلى مراكز القيادة وصناعة القرار والتحكم في مسيرة الأمم والشعوب على إختلاف مجالات تخصصهم .
وفي مجال الرياضة عادة ما تتجه الكاميرات إلى الشخص صاحب الحضور الطاغي سواء كان لاعبًا أو على مقاعد التدريب، والحالة الثانية هي موضوع حديثنا .
لكي تصبح أحد النجوم في عالم كرة القدم فعليك أن تكون لاعبًا متميزًا أو مدرب خارق للعادة وقادر على صناعة الفارق وكتابة التاريخ عن طريق فكرك المختلف وقدرتك الفنية في قراءة دفتر أحوال فريقك ومنافسيه على حدٍ سواء، ومهما كانت نجوميتك على البساط الأخضر لن يعني ذلك أبدًا نجاحك على مقعد التدريب، فكم من لاعب موهوب أبهر الجميع بفنونه وسحره الكروي وفشل فشلًا ذريعًا في الإدارة الفنية بعد اعتزاله، والعكس صحيح .
كاريزما المدرب وقوة شخصيته وحضوره الطاغي هو ما يصنع الحدث، هو ما يمكنه من إدارة فريقه والسيطرة على كوكبة النجوم المتألقة في تشكيلته لا سيما عندما يقود فريقًا من أصحاب الشعبية الكبرى ويكون تحت قيادته نجوم الصف الأول .
ولعل أبرز الأمثلة في الحضور الطاغي في العصر الحديث هو البرتغالي جوزيه مورينيو .. الرجل الاستثنائي الذي حقق نجاحات كبرى بإختلاف الأندية والدوريات التي شارك بها وتنوع اللاعبين والنجوم الذين تدربوا تحت قيادته .
رجل عادة ما يثير الجدل بتصريحاته وقراراته، ورغم الهجوم الدائم عليه من الخصوم ووسائل الإعلام إلا أنه لا يمكن تجاهل نجاحه وعبقريته التدريبية من أعدائه قبل عشاقه .
وتظل ميزة مورينيو الكبرى هي الحضور الطاغي للرجل وقدرته الفائقة على التأثير والإقناع وجذب الكاميرات .
المنافس الأبرز على عرش الكاريزما هو الاسباني بيب غوارديولا .. المدرب الاسباني الذي حقق نجاحات كبيرة مع فريقه برشلونة الاسباني ونجح في كتابة تاريخًا جديدًا للبلوغرانا، ثم قرر خوض تجربة المانية لم تكن بنفس القدر من النجاح، ولكن نجاحه الحقيقي يتمثل في فرض أسلوبه على كرة القدم الالمانية التي نادرًا ما تلجا إلى مدارس كروية أجنبية .
المدير الفني الايطالي كارلو أنشيلوتي يعد آخر رجال الفكر الايطالي في العصر الحالي، رجل نجح في مختلف الدوريات وحقق العديد من الإنجازات، ورغم اتهامه بالسلبية وطاعة أوامر إدارات الأندية حتى وإن كانت عكس رغباته إلا انه يمتلك حضورًا طاغيًا لا يمكن تجاهله بأي حال أينما ذهب .
وتتجه الأنظار هذا الموسم إلى الاسباني رافا بينيتيز .. رجل الحقبة المدريدية الجديد، كيف سيكون موسم النادي الملكي تحت قيادته ؟! ربما يكون هذا السؤال هو الأبرز على الساحة الكروية في الوقت الحالي .
ولكن هل يتمتع رافا بالكاريزما اللازمة لقيادة كوكبة من النجوم في التشكيلة الملكية ؟ هل هو أحد القادرين على فرض شخصيته وأسلوبه وضبط الايقاع داخل غرف خلع الملابس قبل القيادة الفنية على أرض الملعب ؟
تجارب الرجل السابقة تقود إلى نتائج قد لا ترضي عشاق النادي الملكي، فرغم نتائجه وانجازاته مع الأندية التي تولى تدريبها وحصده للألقاب مع فالنسيا الاسباني وليفربول الانجليزي إضافة إلى تحقيقه لقب الدوري الاوروبي رفقة تشيلسي، إلا انه لا يتمتع بالقبول لدى جماهير الاندية مقارنة بمنافسيه .
ولا ينسى أحد فشله الذريع مع جيل انتر ميلان الذهبي وتدمير مشروع سلفه مورينيو وغضب عشاق النيراتزوري الكبير، كما أنه فشل في صناعة مشروع نابولي الأوروبي رغم توافر الامكانيات المادية والفنية وتوافر عدد لا بأس به من النجوم داخل تشكيلته، إلا أن الخيبة كانت هي المحصلة النهائية له في ملعب سان باولو .
ربما عندما ينظر البعض إلى انجازات رافا يجد أنه حقق عددًا لا بأس به من الالقاب، ولكن سيظل لقب “المدرب المحظوظ” هو أكثر الألقاب تداولًا عند الحديث عن الرجل !
ولا ينسى أحد تصريحات السير اليكس فيرغسون الذي وصف بها رافا بالمحظوظ الذي يحقق ألقابًا لم يبذل أي جهد في الوصول إليها في إشارة إلى لقب كأس العالم للأندية رفقة انتر ميلان الذي تولى تدريبه خلفًا للبرتغالي مورينيو ليشارك في البطولة دون عناء، وتكرر الأمر مع تشيلسي عندما خلف الايطالي دي ماتيو الذي أحرز لقب دوري الأبطال في عام 2012 ليشارك رافا في بطولة العالم للأندية مرة أخرى وهو ما استفز السير بشدة .
والآن تدور التساؤلات بشأن مستقبل ريال مدريد تحت قيادة رافا ما بين مؤيد ومعارض، والإجابة عن إمكانية نجاحه لن تضح إلا مع بداية الموسم والدخول في معمعة المباريات الرسمية وقيمة الأداء الفني للفريق وما سوف يقدمه، فهل ينقذ الحظ “حليف رافا الدائم” موسم النادي الملكي ؟ أم أن الفشل سيكون هو المحصلة المبكرة لرحلة الرجل قبل أن تبدا ؟
إفتقار بينيتيز للكاريزما قد يعوضه رده العملي بحصيلة الألقاب التي حققها حتى ولو كان من رأي منافسيه ومنتقديه أنها تحققت بالكثير من الحظ، ولكن النجاح مع ريال مدريد قد يسكت الجميع ويبطل هذه الحجة التي لازمته طوال مسيرته تقريبًا .
المدرب بينتيز .. انتحار الكاريزما ورجل صنعه الحظ !
Reviewed by Unknown
on
1:21:00 ص
Rating: